الحلقة 23
بقلم فتاة من الصعيد
فوجئت " ميار " بـ " ياسر " على باب الشركه .... وحين رأها مع طارق نظر اليها نظره المجروح المغدور بقلبه ..إرتبكت " ميار " للحظات ولكن ما لبثت ان تمالكت وذهبت مع " طارق " مبديه اللامبالاه في إعلان صريح عن إختيارها لفريستها الجديده وإنهاء تلك الحاله من اللاحب واللاكراهيه التي بينها وبين " ياسر " ..
جلست " ميار " مع " طارق " وأخبرته بما إكتشفته من مفاجأت عن إرتباط الأستاذ " عبد العظيم " بالموظفه السابقه " هند " ...وكانت المفاجئه الأكبر لـ " طارق " هي تحايل " عبد العظيم " والده الروحي مع زوجته السريه لسرقة الشركه ..
ثار طارق بمراره ثوره كبيره معلنا " لـ "ميار " انه سيواجه " عبد العظيم " الليله بتلك السرقات وسيبلغ عنه ..
بعدها بأيام لاحظ الجميع التوتر في الشركه ثم حضور جهات التحقيق والتي إستندت على ملفات اعطتها " ميار " لـ " طارق " تثبت تورط " عبد العظيم " في كثير من الإختلاسات من أموال الشركه دون علم الملاك الاصليين ..
ووسط الأحداث الكثيره كان هناك حدث صغير يحمل رساله أربكت " ميار " ولكنها أهملتها محاوله التركيز مع حلمها الجديد " طارق " ..
كان ذلك هو خبر عوده " ياسر " لـ " سلمى " ..
وفي أحد أيام التحقيق في سراي النيابه ... خرج " عبد العظيم " مقيد بالأصفاد منكس الرأس ثم توقف فحأه صارخا متوعدا " طارق " و " ميار " الواقفين بصاله جهه التحقيق :
- هتشوف يا " طارق " هتشوفي يا " ميار " هعمل فيكم ايه ... موش هسيب حقي أبدا ..
وقفز صارخا في وجه " ميار " التي فزعت واصابتها حاله من الرعب ....
- هتشوفي هيعمل فيكي ايه.... ابقي خليه ينفعك ..
اثارت حركات " عبد العظيم " وتهديده المفاجيء ذعر " ميار " فأخذت تبكي خوفا وتوترا ..
فاخذ طارق يهديء من روعها وقال لها :
- إهدي يا " ميار " أرجوكي .... تعالي يلا نشرب حاجه بره تهديكي ..
سار " طارق " بـ"ميار " التي لم تتوقف عن البكاء بالسياره... فتوقف " طارق " بسيارته واخذ يهدأها بكلماته حتى هدئت نسبيا ..
اقترب " طارق من " ميار " ونظر لعينيها الدامعتين وقال :
- " ميار " انا بحبك وعايز أتجوزك ..
أصابت الصدمه " ميار " بحاله من الصمت وكاد قلبها يتوقف فرحا ..
إستطرد " طارق " :
- انتي اغلى حاجه عندي دلوقتي بعد وقوفك جنبي .... يا ريت تسمحيلي اكون أسعد واحد في الدنيا ..
- سيبني أفكر ..
- مفيش تفكير أحنا نطلع نتجوز حالا ..
- حالا ..
- أه ..
- إنت مجنون ..
- وفي أحلى من كده جنان..." ميار " أنا محتاجلك أوي اليومين دول ..
- ماشي خلاص هات والدتك وتعالى إتقدملي ..
صمت " طارق " لحظات ثم قال :
- ميار إنتي أحسن بنت في الدنيا بس ..
- بس إيه ؟!! ..
- أهلي صعب يوافقوا إنتي عارفه النظره الطبقيه وكده ..
غضبت " ميار " لذلك التصريح الجارح وقالت بعنف:
- خلاص لما تعرف تقنع أهلك إبقا تعالى ..
واشاحت بوجهها بعيدا وقالت :
- لو سمحت روحني أنا تعبانه ..
فرد طارق بسرعه :
- ميار ماتزعليش أنا بقول يكون في حل مؤقت لغايه ما أقنعهم ..
- إيه هو الحل المؤقت ده ..
- إننا نتجوز من غير مايعرفوا ..
- في السر إنت أتجننت .... إزاي تقول كده ؟!!
- أه يا " ميار " إيه المشكله...ما " عبد العظيم " اتجوز " هند " في السر فيها إيه ؟!! .... بعدين كل العالم هيعرف بس بعد شويه كده لما اظبط أموري وأقنع أهلي ..
- إنت اتجننت لا طبعا ..
- فكري يا " ميار" وماتاخديش قرارك وإنت منفعله .... أنا هخليكي أسعد واحده..
انا خلاص هستقيل من الشغل وهدير الشركه وهتبقي معايا دايما ... هتبقي رقم واحد في الشغل وفي كل حياتي ..
ظلت " ميار " أيام تتخبطها الأفكار وكلمات" طارق " ترن بأذنها وتحدث بها نفسها ...
" هيخليكي ملكه هيتجوزك ...بس من ورا اهله ...طيب إيه يعني المهم إني أعيش سعيده مع شاب غني ووسيم وابقا اهم واحده في الشركه .... موش ده حلمك يا " ميار " " ..
وبعد عدة ايام تم الزواج في مكتب احد محامي " طارق " في سريه تامه .... وقام " طارق " بعد إستلام الشركه بتعيين " ميار " نائبه له معللا القرار الغريب بمساعدتها له في الإيقاع بـ "عبد العظيم " ..
دخلت "هدى " للورشه مسرعه ثم اتجهت مباشره لأحمد وحدثته قائله :
- صحيح إنك هتسافر يا " أحمد " ؟!! ..
فأرتبك قليلا ثم قال :
- أيوه يا انسه " هدى " ..
فتسائلت بانفعال :
- ليه ؟؟
- هروح أكون نفسي وأشوف مستقبلي هناك ... واحد صاحبي جابلي عقد عمل في السعوديه في مصنع هناك .... والاسطى والدك عارف ..
ثم نظرت لعينيه بخجل وأردفت :
- ما ممكن تشوف مستقبلك هنا مع إنسانه تحبك وتعوضك كل اللي فات ..
فأبعد عينيه عن وجهها المتوسل قائلا :
- - مفيش مستقبل هنا يا " هدى " ... أنا ما انفعش حد دلوقتي ....وموش هظلم حد معايا ... يا ريت يا " هدى " تنسوني لو سمحت ..
فأنطلقت " هدى " مهروله خارج الورشه محاوله إخفاء دموعها ..
في مطعم مستشفى حكومي إتجهت فتاه رقيقه الملامح تجاه " محمد " ونادت عليه ..
- دكتور " محمد " ..
التفت " محمد " للوجه الملائكي باسما ... ذلك الوجه الذي ينسيه مجهود يوم بل سنوات فقط حين ينظر أليه ..
- أيوه يا دكتوره " عبير " ... في حاجه إتفضلي أرتاحي ؟؟!!
- صحيح إنت وافقت تشتغل مع دكتور " إيهاب " في المستشفى الخاص بتاعته ؟!!
- اه وفيها إيه ..
- إنت يا " محمد " إللي بتسأل فيها إيه .... إنت عارف دكتور " إيهاب " بيتاجر في المستشفى بتاعته بمرض الناس...كل الزملاء عارفين التجاوزات اللي بتحصل هناك ... كلنا عارفين كام مريض مات على أبواب المستشفى دي علشان معاهوش فلوس .... وكام واحد مات جواها نتيجه الطمع ..
فرد " محمد " محاولا تهدئتها :
- يا " عبير " ده الحل الوحيد إني أقدر أكون نفسي وأتقدملك ..
فردت بعنف :
- - بفلوس حرام ..
- لا يا " عبير " موش هشترك في أي حاجه حرام ..
- موش هيحصل .... ولو موش هتشارك هتسكت ... خساره يا " محمد " ... أنا حبيتك لمبادئك ..
- عبير أنا ......
- محمد لو هتروح هناك.... يبقى تنسى أي وجود ليا في حياتك ..
وأنصرفت دكتوره " عبير " تاركه " محمد " وسط حيرته ..
دخلت " ميار " المنزل متأخره كعادتها في الأيام الأخيره فرأت والدتها جالسه منتظره ... فقالت بفتور :
- مساء الخير يا ماما ..
- مساء النور هو كل يوم تأخير يا بنتي ..
- يوووووه وهو كل يوم الأسطوانه دي .... إنتم ليه موش مقدرين أنا بقيت إيه ... أقعد جنبك يعني !!!
- مالك عصبيه ليه بس يا " ميار " معلش يا حبيبتي بس الجيران يقولوا إيه ؟!! ..
- وكمان أنا هعمل حساب للأشكال دي ..
- خلاص خلاص يا " ميار " بس حبيت أقولك إننا حددنا معاد فرح " دعاء " خلاص الأسبوع الجاي - مبروك يا ماما ... ربنا يتمم بخير ... هروح أنام بقا علشان أنا تعبانه ..
وفي يوم الزفاف حضر جميع موظفي الشركه بعد أن دعتهم " ميار " .... كما حضر " ياسر" متبطئا يد " سلمى " .... وحضر إخوته وائل وخالد .... وحضر " طارق " وأخته ووالدته ...حضرت " هدى " ووالدها لكنها ظلت واجمه .... وحاولت ألا تنظر لـ " أحمد " طوال الحفل ...وحضرت دكتوره " عبير " مع مجموعه من زملاء " محمد " بالمستشفى ... وعندما حاول " محمد " تقديمها لإهله رفضت في إشاره لإستمرار الخصام بسبب عدم حسمه لموقفه من عمله بمستشفى دكتور " إيهاب " ...ووسط التهاني وفرحه الأستاذ " فهمي " وزوجته زينب " وأولادهم " محمد " و " أحمد " .... وقعت " ميار " وسط الحفل مغشيا عليها ..........
الحلقة القادمة بقلم
حنعيش يعني حنعيش