الأربعاء، 30 يونيو 2010

ليالي مصرية 21

الحلقة 21
بقلم نجمة في السماء

حين قرات طارق عبد العظيم على شاشة الموبايل لم تتمالك نفسها وهى تجرى تجاه غرفتها وتغلق الباب لتقوم بالرد على الهاتف وهى تبتسم رغما عنها كلما سعمت صوته : " ازيك يا ميار ؟ "
ميار : " الحمدلله بخير ..... ايه فى حاجة ؟ "
طارق : " لا ابدا مفيش حاجة يا ميار اتصلت اقولك انى هاجى احضر خطوبة اختك بكرة لانى هكون قريب من البيت فى الوقت ده "
ميار : " تنور يا طارق .... خلاص هستناك "
طارق : " خلاص ماشى ..... يلا سلام يا ميار "
ميار : " سلام يا طارق " بعد انتهاء المكالمة عادت للمطبخ مرة اخرى لتكمل باقى اعمالها وهى مبتسمة وفرحة جدااا لمكالمته

وفى اليوم التالى فى المساء عاد وائل مع اخويه الى المنزل وعند باب العمارة نادى عليه عم سعيد البواب : " استاذ وائل "
وائل : " ايوة يا عم سعيد فى حاجة ؟ "
عم سعيد : " فى واحد جه وساب لك دعوة معايا لما عرف انك مش موجود وقال اسمه حازم "
وائل : " ميييييين حازم طب هاتها بسرعة "
وصعد وائل مع ياسر وخالد اخويه للمنزل وهو يفتح الدعوة وعند باب الشقة صرخ من فرحته بخبر خطوبة حازم ودعاء وبالفعل جهز كل شىء وخرج للخطوبة ومعه ياسر و خالد لان الدعوة كانت موجهة لهم جميعا

فى هذه اللحظة كان احمد قد انهى عمله وذهب ليشترى بعض الاشياء للخطوبة بعدما دعى هدى لحضور حفل الخطوبة هى و والدها وفى طريقه مر بجانب منال وخطيبها ولكن اكثر ما اسعده هو انه لم يشعر بالالم لفراقها بالعكس تمنى لها السعادة والتوفيق فى اختيارها اما هى فتالمت اكتر لمروره هكذا بجانبها وندمت اكتر من اى وقت على قرارها هذا الذى دمر حياتها وهدم اى امل للسعادة خاصة مع شخص مثل خطيبها الجديد بعقليته وباسلوب حياته وطبيعة عمله لكنها على اى حال حاولت ان تقنع نفسها انها سعيدة لتثبت له العكس ولتثبت ان قراراها كان صحيحا والافضل لها

اما محمد اتصل بوالدته : " ايوة يا ماما معلش مش هقدر اجى انهاردة ؟ "
الست زينب : " ليه يا بنى دى خطوبة اختك واكيد هتزعل "
محمد : " والله غصب عنى ما انتى عارفة الشغل والمستشفى مش مخليانى عارف اعمل حاجة ودعاء انا كلمتها وفهمتها وهى مش زعلانة "
الست زينب : " ماشى يابنى ربنا يكرمك "
واستمر محمد فى عمله محاولة منه فى الانتهاء مبكرا ليتمكن من حضور الخطوبة ولو حتى فى النهاية

وبمرور الوقت كان ياتى المدعوين وكان احمد فى استقبالهم فى البداية اتت هدى ووالدها و اعتذر عن حضور ابنه لانشغاله فى عمله ثم كان وائل و اخويه الذى كان حضورهم مفاجاة لميار وايضا لقاء طال انتظاره بين وائل وحازم الذى حضر قبلهم بقليل من الوقت فسلم عليه وعرف اخباره وتركه مع دعاء على وعد باللقاء فى وقت اخر اما خالد فنادى على ميار : " ازيك يا ميار ؟ "
ميار : " الحمدلله تمام اخبارك ايه ؟ "
خالد : " الحمدلله بخير الف مبروك لدعاء وعقبالك "
ميار : " مرسى ليك يا خالد وعقبالك انت كمان "
خالد : " ميار ...... ياسر بيحبك بجد وعاوز يتقدم لك "
سكتت ميار ولم تجيبه
خالد : " انا اسف لو بتكلم فى حاجة تخصك .... بس هو بيحبك بجد وعلاقته واهتمامه بسلمى كان مجرد شكل عشان يعرف موقفك منه ايه واى حاجة عملها مكنش يقصد بيها الا انه يقولك انه بيحبك "
وقتها شعرت بانها انتصرت على سلمى وانها الفائزة كعادتها ولكنها ايضا مازالت ملتزمة الصمت
ولما طال سكوتها سالها خالد : " انت بتحبيه ؟ "
ما كانت تدرى باى شىء تجيبه لا تدرى هل حقا هى تحبه ام انها تحب طارق ثم تعود لتطرد فكرة الحب من عقلها مرة اخرى
فقال لها خالد : " فكرى براحتك بس فى اجابة السؤال وخليكى متاكده انه بيحبك بجد " وقطع حديثهم دخول طارق الذى تفاجا بوجود خالد و ميار فى حفل الخطوبة اما ميار فظنت انه جاء بعد انتهاء حفلة صديقه فقالت : " ازيك يا طارق ..... اعرفك بخالد "
طارق : " ايوة اعرفه ازيك يا خالد واخبار وائل ايه "
خالد : " الحمدلله تمام و وائل كويس هو معايا هنا عشان خطوبة حازم ودعاء اخت ميار "
طارق : " ايه الصدف دى يعنى دعاء خطيبة حازم تبقى اختك "
ضحكت ميار : " هههههههههههه ايوة " وبعد انتهاء الحوار استاذن و تركهم ليبارك لوائل و يسلم على وائل : " ازييييييك يا وائل واحشنىىىىىى جداااااا "
وائل : " طاااااااارق ازيك وانت كمان واحشنى والله عامل ايه ؟ "
طارق : " الحمدلله تمام ..... يلا انا رايح ابارك لحازم على الخطوبة واشوف مين البنت اللى قدرت تغير رايه فى الجواز "
فذهب اليه وبارك له : " الف مبروك يا حازم و الف مبروك يا دعاء "

وانقضى حفل الخطوبة يهدوء دون حدوث اى شىء يعكر جو الفرح السائد وذهب كل منهم الى بيته وانقضت الليله وكل منهم يفكر فى ما حدث فميار تفكر ما قاله خالد وعن موقف ياسر لا تدرى هل هى حقا تحبه ام ماذا وايضا تفكر فى مفاجاتها بالصداقة بين طارق وحازم ووائل ........ اما دعاء تفكر فى حفل الخطوبة وفى حازم ومستقبلها وكيف ان الحياة ابتسمت لها بهذه الطريقة لدرجة بدات تخشى منها ومن ان تنقلب ضدها ......... واحمد يفكر ايضا فى مستقبله ولكن من وجهة نظر اخرى فتفكيره فى الناحية المادية كيف له ان يرتب اموره وهل هو حاجة الى وظيفة جديدة لتساعده ام يكتفى بوظيفة واحدة ....... اما هدى فتفكر فى احمد وما اذا كان يفكر فى البنت التى كانت فى الصورة الملقاة على الارض ام انه قطع الصورة بهذة الطريقة دليل على نسيانه لها واخراجه لها من حياته ....... اما وائل فكان يفكر فى اصدقائه ولقائه بهم وايضا فى الفتاة التى راها وظنها من اقارب حازم ....... اما ياسر وخالد فكان كل منهم يفكر فى موقف ميار

وفى الصباح ذهبت ميار للعمل كعادتها وحين دخلت لمكتبها فوجئت .......


الحلقة القادمة بقلم
الاستاذ علي يونس

الثلاثاء، 29 يونيو 2010

ليالي مصرية 20

الحلقة 20
بقلم سالي حاجات جوايا


احتاجت ميار قليلا من الوقت لتفهم ماذا يحدث .. وأخذت تردد مع نفسها .. هند والأستاذ عبد العظيم .. ترى ما السر وراءهم ؟... للحظات ذهب بها عقلها إلى عدة مبررات وعاد دون أن يدلها على الحل الصحيح ، وهى لا تزال واقفة في مكانها تنظر إلى حيث ذهبت سيارتهما ، ثم قررت أن تقطع الشك باليقين وذهبت مباشرة لتسأل بواب العمارة

ميار : من فضلك .. يا ترى مدام هند السويفى ساكنة هنا ؟

البواب : مدام هند مين ؟ .. تقصدي مدام الأستاذ عبد العظيم ؟

بهتت ميار للحظة وهى تجيب بتوجس : أ أ...أيوه

البواب : لا يا هانم .. لسه خارجة حالا هي وزوجها وأولادها .. لو قدمتى خمس دقائق بس كنتى لحقتيهم

دارت الدنيا بميار من هول المفاجأة التي لم تكن تتوقعها على الإطلاق وهى تتذكر – أثناء انصرافها – كل ما دار بينها وبين هند منذ التحقت بالعمل في الشركة وكيف كانت تعاملها كأنها ضرتها أو عدوتها وترتبك عندما تراها وتخفى الملفات عنها مما جعل ميار تشك في أمرها وتبحث خلفها لتكتشف ما اكتشفته وحدثت به الأستاذ عبد العظيم .. الذي كان رده أن كافأها بترقيتها كرئيسة قسم الحسابات .. وماذا كان رد فعل هند معها بعد ذلك من تودد أثار دهشتها إلى أن قدمت على أجازة ولم تعد إلى الشركة منذ ذلك اليوم

غمغمت ميار محدثة نفسها وهى تسير : يااااااااااه يا أستاذ عبد العظيم .. ده أنت طلعت حكاية .. عشان كده بتقربنى منك وعايز تضمن ولائي وكتماني لأن أنا الوحيدة اللي عرفت سر هند .. ده أنت طلعت زعيم عصابة .. ولا يبان عليك .. ثعبان لئيم ومتزوج من أفعى خبيثة .. غريبة الدنيا دى كل ما اعتقد أنى فهمتها وبلاعبها تطلع برضه أذكى منى ودايما تفاجئني .. يا ترى لسه فيه مفاجآت تانى منك يا دنيا ؟؟

وفجأة تذكرت طارق وشروده هذه الأيام .. والورقة التي سقطت منه وعن طريقها وصلت هي إلى هنا وعلمت ما علمت .. إذاٌ طارق يعلم كل شيء ولابد انه سيتصرف .. ولكن كيف سيتصرف والشركة على وشك الضياع إن لم تكن ضاعت بالفعل .. ولأول مرة تشعر ميار بالأسى من أجل طارق .. وتشعر بواجبها في الوقوف بجانبه .. فلم تر منه ما يسيء إليها طوال الفترة التي عرفته فيها وإن قصرت ..ولم تشعر أبدا في نظرته إليها بأى طمع في أنوثتها أو رغبة في التلاعب بمشاعرها .. أو حتى باستعلاء بصفته صاحب الشركة الأصلي .. إنه جد إنسان خلوق ومحترم .. وهى أيضا تحترمه وتقدره و....

انتبهت ميار إلى أفكارها وسألت نفسها ....... وإيه ؟؟؟؟؟؟

معقول ... ؟ معقول .....؟

ثم ما لبثت أن أجابت نفسها .. حتى لو لم أكن أحبه .. فسأقوم بمساعدته بكل ما أوتيت من قوة

وابتسمت لنفسها وهى تضيف : ................. ودهاء

-----------------------------------

أخذت منال تجول في غرفتها جيئة وذهابا والغيظ يفتك بها .. وهى تفكر فيما حدث اليوم في الورشة التي يعمل بها أحمد .. ما هذا الذي فعلته بنفسها .. ما الذي جعلها تذهب إليه ؟ ... هل هو اشتياقها ..أم رغبتها في إغاظته والنيل منه ؟....... لكن لم ؟... لم ؟؟؟......... لم تذهب لإغاظته وهى التي تركته غير مبالية بكل الحب الذي كان يكنه إليها ...؟

تذكرت آخر مرة جاءها فيها ليبشرها بأنه أخيرا قد وجد عملا مناسبا وكم كان سعيداٌ به ويجد نفسه فيه ولا يفكر في تركه ، ويطمئنها بأنه قد أصبح مؤهلا للزواج بها ولو حتى على سبيل الخطبة في البداية إلى أن يزيد دخله أكثر ويستطيعا الزواج .. وكيف كان سعيدا منتشيا وهو يمدح في صاحب الورشة ومعاملته الكريمة له حتى انه من فرط سعادته أراد أن يأخذها ليعرفها على صاحب الورشة إلا أنها رفضت واكتفت برؤيتها من بعيد غير مكترثة بكل ما يقوله وكأنها قد عزمت الأمر على قطع كل شيء .. وبالفعل .. انتظرت حتى أنهى كلامه ثم ألقت في وجهه بخبر زفافها المرتقب من حسين الميكانيكي الكسيب وعاملته بكل استعلاء وهى تعقد مقارنة بين دخله كصبي في ورشة ودخل الميكانيكي كصاحب ورشة

حاولت كتم صوتها وهى تصرخ ... آآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي .. أنا أعلم أنك وراء كل ما حدث لي أيها القلب الشرير اللعين .. وها أنت ذا قد نلت عقابك .. بأقسى ما يمكن ... تستااااااااااااااهل

كادت الأفكار أن تفتك برأسها وهى تتذكر هذه الحسناء بارعة الجمال التي كانت تتعلق بذراعه .. ابنة صاحب الورشة ، هكذا بدا من كلامها معهم .. إذا فقد تعلق بها وتعلقت به مثلما كان الحال بينهما فيما مضى .. وبينما تلتفت لمحت صورتها مع حسين وهى تتأبط ذراعه في إحدى الخروجات تستقر في مكانها على الكوميدينو بجانب السرير وكأنها تزيد من استفزازها وغيظها .. فاندفعت إليها لتحملها وترميها بأقصى ما في قلبها من غيظ لتصطدم بالحائط وتتناثر بقاياها على السجادة التي اشترتها مع احمد يوما

------------------------------

في نفس الوقت كان احمد يفكر أيضا -- وهو ذاهب لتأجير البدلة التي سيحضر بها خطوبة دعاء في الغد – فيما حدث اليوم .. وكيف اضطرب وشعر بضيق شديد عندما رأى منال بصحبة حسين خطيبها عنده في الورشة ، ثم ما لبث أن ابتسم عندما تذكر كيف خرجت مهرولة من الورشة بعدما رأت هدى – هذه الفراشة الجميلة التي يدين إليها بالامتنان – وهى تتأبط ذراعه ، وكتم ضحكه وهو يسير حتى لا يظن الناس انه قد جُن ، وانتابته مشاعر انتصار للحظات وهو يدرك تماماٌ كيف ستفكر منال ؟ وكيف أنها لا تزال تغار عليه رغم كل شيء .. ولكن ما الفائدة .. لقد انتهى كل شيء ولن يعود أبدااا

ثم عاد السؤال الذي لم يستطع إجابته أبدا يلح عليه من جديد : لماذا فعلت هدى ذلك ؟؟؟؟؟؟

---------------------------------------

استلقت سلمى على سريرها وهى حائرة لا تعلم ماذا تفعل ؟.. ما هذا الذي يحدث لها ؟ كلما أرادت الخروج من حفرة ضيقة وجدت نفسها في حفرة أكبر وأعمق .. فعندما طلبت النقل كانت تتمنى الهروب من ياسر ومن حبها له بعد أن جرحها وتلاعب بمشاعرها من اجل أن ينسى ميار ثم ما لبث أن أهملها ورماها ولم يبال بقلبها الجريح دون أن يقدم لها حتى كلمة اعتذار .. وتركها لتفهم وحدها من معاملته الجافة وإهماله لها أنه تراجع عن حبه لها .. لكنها لم تتوقع أبدا أن تهرب من نار ياسر لتلقى بنفسها في جحيم ميار .. هذه الفتاة التي لم تر منها إلا كل تكبر وإزدراء ولم تشعر أبداً أنها يمكن أن تكون صديقة أو حتى يجمع الود بينهما خاصة بعد ما حدث في منزل ميار .. فكيف يمكن أن تعمل تحت سلطتها .. كيف يمكن أن تتحمل أن تكون هي رئيستها المباشرة في العمل .. لا يجب أن يتم هذا النقل أبدا .. لن تُمكنها من العجرفة عليها مرة أخرى .. عليها أن تتصرف .. أن تفعل أي شيء إلا أن تنفذ هذا النقل ........... أي شيء

انتفضت سلمى من سريرها بقوة خارجة من حجرتها ومتجهة للهاتف وهى تنتوى فعل شيءٍ ما

-----------------------------------------

عندما عادت ميار إلى منزلها ، وجدت المنزل يضج بصديقات دعاء اللاتي جئن لمجاملة العروس والمباركة لها والاحتفال بها في جو بناتي غنائي راقص .. وما إن لمحتها والدتها وهى تسلم عليهن حتى نادت عليها لتذهب إليها في المطبخ

ميار : خير يا ست الحبايب

والدتها : تعالى يا بنتي الحقينى .. من ساعة ما نزلتي والبنات بييجوا وأنا مش ملاحقة .. كل ما أقعد ارتاح ألاقى الناس جاية .. معدتش قادرة أقف

ميار : ربنا يجعله عامر بحسك يا ست الحبايب انتى وبابا .. روحى انتى ارتاحي وأنا مكانك هنا .. آسفه إنى أتأخرت عليكى .. روحى يلا افرحي ببنتك واتفرجى على شقاوة البنات ودلعهم

تقبلها والدتها وهى تضحك وتقول : ربنا يفرحني بيكم كلكم يارب ويطمنى عليكم .. عقبال ما افرح بيكى يا ميار يا بنت قلبي في بيت العدل .. دى فرحتي بيكى هتبقى اكبر من أي فرحة .. مش هيساعها السما والأرض .. عشان انتى أول فرحة يا ريرى .. ده يوم سبوعك أنا لسه فاكراه لغاية دلوقت .. كان أجمل يوم وكان .....

قاطعتها ميار وهى تداعبها : انتى هتبتدى من سبوعى يا زوزو .. مش بتقولي تعبانه .. يلا الحقي اقعدي مع البنات شوية قبل ما يمشوا ونبقى نشوف حكاية سبوعى دى بعدين ههههههه

تضحك والدتها وهى تنصرف وتقول : ماشى يا لمضة .. أديني رايحة أهه .. هروح أشوف أبوكى الأول محتاج حاجة ولا لأ وبعدين أرجعلهم

تنصرف زينب وهى تبتهل إلى الله بدعوات هامسة وتترك ميار لأفكارها التى جذبتها بشكل تلقائى لطارق وتذكرت عندما تقابلا في الشركة وعزمته على خطوبة دعاء فبدا الحرج عليه للحظة وهو يخبرها أن هذا اليوم أيضا هو يوم خطوبة صديقه المقرب ولن يستطيع التخلي عنه وتركه فى هذا اليوم إلا انه وعدها بحضوره إن سمحت له الظروف .. تمنت ميار فى سرها ان يحضر وأخذها التفكير إلى المأزق الذي وقع فيه طارق ووالدته وشقيقته وأخذت تفكر ... وتفكر ... وتفكر فى طريقة لمساعدته بها ونجدته هو أسرته من براثن عبد العظيم ... وبعد فترة ليست بالقصيرة زفرت ميار فى ارتياح وهى تبتسم لنفسها مكافئة إياها على دقة خطتها القادمة التي اختمرت في عقلها وقررت أن تبدأ فيها بعد العطلة الأسبوعية مباشرة .. أما الآن فأسرتها أولى وأجدر بتفكيرها واهتمامها

ترى أين محمد ؟ هذا الأخ الطيب الحنون ؟... تذكرت أنها لم تره منذ عدة أيام .. فظروف عمله تضطره للبقاء خارج البيت أوقاتا طويلة و أحيانا للمبيت .. كم تحبه كثيرا .. إنه يعمل كل ما في وسعه لإسعادهم .. ويبحث عن أسباب راحتهم وهناءهم ودائما ما يجدونه جميعا خير عوناً لهم في الأزمات وللأسف ينسونه كثيرا ولا يبحثون عن سعادته مثلما يفعل معهم .. حتى جوانبه العاطفية لا أحد يعلم عنها شيئاً .. فدائما ما كان كتوما ويخفى أسراره ومتاعبه بداخله ولا يبوح بها حتى لا يثقل على أحد بما يعتريه .. أما آن الأوان لكي يختار نصفه الآخر ويكمل نصف دينه ويتفرغ لبناء أسرة .. كم تتمنى أن تفرح به هو الآخر

قطع تفكيرها رنين الهاتف .. فتركت ما في يديها وأخذت التليفون بعيداٌ عن الضجيج العذب الذي يحدثه صوت الكاسيت المرتفع وذهبت لترد من حجرتها .. ولدهشتها كان المتصل هو .......


الحلقة القادمة بقلم

نجمة فى السما

السبت، 26 يونيو 2010

ليالي مصرية 19

الحلقة 19
بقلم أبو ريان

غادر احمد المنزل متجها الى الورشة وهو يسبح في افكاره...ظلت منال هي الشخص الذي تتمحور حوله كل افكاره في الآونة الاخيرة لكنه لم يكن يفكر فيها الآن...على العموم فان صدمته فيها كان لها جانب ايجابي استبشر به خيرا ...فعندما وجده اخوه محمد واقفا يبكي فراقها واخبارها اياه عن عريسها الاسطى حسين....كان في صراع مرير استطاع ان ينتصر فيه...صراع مع الحشيش الذي كان يجره جرا الى الهاوية كلما صادف مشكلا عويصا من قبل...لكن هذه المرة لم يستسلم ولم يذهب الى القهوة ليقابل سمعة ويعيث في نفسه فسادا ...بل قاوم وآثر العودة بكل قواه للبيت وهويذرف الدموع التي اراحته نوعا ما الى أن صادف احمد...لاوالله جدع يا أحمد وتسللت الى اساريره ابتسامة خفيفة... لكن أي جدع وأخوك رأك تبكي كطفل صغير...

غاص في أفكاره من جديد...وخطرت على باله هدى لكنه هز رأسه كمن يحاول اسقاط الافكار من دماغه ...انتبه الى انه وصل الى الشارع حيث الورشة فوضع يده في جيوبه...ولمس ورقة مقواة فأخرجها...ووجد انها صورة له مع منال...ودون ان يفكر مزقها مرتين قبل ان يرميها بكل قوته كأنه يطرح صاحبة الصورة بعيدا...وقال اذهبي الى الجحيم ...وكان احساسا جيدا...

ما ان رفع رأسه حتى رأى أكرم واقفا في آخر الشارع أمام الورشة المقفلة...ولما اقترب منه تقدم أكرم ناحيته وابتسم ابتسامة واسعة...وقال بحفاوة صباح النور...فوجئ أحمد بهذا اللقاء الدافئ وأراد أن يجيب لكن استوقفه صوت انثوي قادم من خلفه يقول :صباح الخير..فأدرك انه لم يكن المعني والتفت ليجد هدى وراءه تقول: أبي لن يحضر اليوم فهو يحس بتوعك so أحضرت مفاتيح الورشة... تجاوزته وسلمتها لاكرم قائلة here... good bye .... قال أكرم "ألن تشرفينا بشرب كأس قهوة سأعده بسرعة" ....أجابته وهي تلتفت لأحمد no thanks i am late ...هاي أحمد كيف حالك ؟ أجابها مثلعثما Good شكرا ...فضحكت ضحكة مكتومة وقالت لهما see ya وهمت بالمغادرة قبل أن تقول بخبت : على فكرة يا أحمد يمكنني ان أدلك على فريق كرة يد ..لعله يستفيد من مهاراتك...ثم غادرت ضاحكة وتابعها الاثنان حتى توارت عن الانظار...وأحمد يتسائل عن مغزى كلامها بينما أكرم غارق في تفكير عميق.....

***********************

ما ان دخلت ميار الى مكتبها حتى زفرت زفرة عميقة وهي ترى عددا كبيرا من الملفات مكدسا فوق الطاولة ....وقالت: أوه هذا كثير رغم العمل بعد الدوام الى أنها لاتريد أن تنتهي.. وضعت حقيبتها وجلست تراجع بعض الاوراق قبل أن تضيق من منظر الملفات امامها فنهضت وغادرت مكتبها متجهة الى مكتب الاستاذ عبد العظيم...طرقت فسمح لها بالدخول ....أخبرته عن تكدس الملفات وتوالي الحسابات المتدفقة وطلبت منه أن يمدها بموظف او بموظفين ليساعداها خصوصا في البداية...فقال :بس كده ...حاضر ياستي ... وقلب بعض الاوراق ليحمل ورقة ويمدها اليها قائلا هذه لائحة ببعض الموظفين المقترحين للنقل أو اللذين قدموا طلبا به ... اختاري منها ...تناولت الورقة من يديه وأتمم قائلا : على العموم فأنا أعرف المجهود الجبار الذي تقومين به وأنا دائما أحب أن اكافئ من يعمل بجد لصالحي يمدني بكل جديد لذلك فقد قررت أن أحدد لك علاوة على اخلاصك لمدير الشركة..... صمت قليلا قبل أن يستدرك .....وحده...

أثارت كلمته انتباهها لكنه أسرع يتم حديثه......أحب من موظفي المقربين الكتمان والاخلاص وعدم الاقدام على أي خطوة الا بعد مشاورتي...أطرقت برأسها وأخذت تقرأ الورقة كأنها تحاول أن تداري تساؤلها وذهولها من كلامه غير المحدد الاتجاه....تم استجمعت قواها ورفعت رأسها قائلة : شكرا سيدي وأرجوا أن أكون عند حسن ظنك...ثم أعادت له الورقة وعيناها تلمعان....أرجوا أن توقع لي الامر بالنقل اليوم يا سيدي ...فقد وجدت الموظف المناسب هنا ...وبرقت عيناها بظفر وهي تغمغم ...حقا الموظف المناسب......

*********************

جلست الست زينب وهي تشرب الشاي بينما غادرت دعاء غرفتها فقالت لها: صباح الخير يا ماما وأجابتها زينب بزهو : أهلا بعروستنا الحلوة تعالي يا ابنتي لآطلعك على الاستعدادات لحفل الخطبة فأجابتها دعاء:أرجو الا تضخمي الموضوع انت تعلمين ان حازم طلب ان يكون الحفل بسيطا قاطعتها زينب قائلة: انت اول فرحتنا ويجب ان نظهر بوجه مشرف أمام عريسك وعائلته ...

أثارت كلمة عريسك قشعريرة في جسد دعاء ...وفكرت في حازم ...لقد أصبحت تهيم به حبا بشكل لايصدق وحتى بعدما عرفت قصته وقصة أخته حبيبة أصبحت تفكر فيما كابده وتمني نفسها باليوم الذي تستطيع فيه أن تغرقه بحنانها وتعوضه عن كل ما فاته...و...اللي واخذ عقلك يتهنى به ...قاطعها صوت زينب ..خذي كأس الشاي ...

تم تنهدت قائلة عقبالك ياميار...

************************

خرجت ميار من مكتب الاستاذ عبد العظيم حاملة بعض الاوراق بيدها ورأسها يصدح بالافكار والتساؤلات عن مغزى حديثه رغم فرحتها بالعلاوة ومشت مطأطأة الرأس غارقة في التفكير ...لكنها وفي غمرة شرودها اصطدمت بشخص قادم من الاتجاه المعاكس.....وكان الارتطام قويا حتى تطايرت الاوراق من يدها فرفعت عيناها بغضب عارم قبل ان تسمع صوتا مألوفا يقول: انا اسف يا انسة ميار لقد كنت شاردا ولم أرك ....فوجئت بطارق أمامها فقالت : حصل خير انا ايضا كنت شاردة....انحنيا يجمعان الاوراق قبل أن يباغتها بسؤاله وهو ينظر الى عينيها مباشرة: في من كنت شاردة...نظرت اليه في دهشة وهبت واقفة وهي تعدل الاوراق وناولها ما جمع منها قبل أن يتنحنح ويستدرك بسرعة : أقصد فيما كنت شاردة...هل لديك مشاكل في العمل ...عدلت هندامها قائلة في حزم مفتعل: انت تعرف الدنيا كلها مشاغل...وحاولت تغيير الموضوع قائلة: فيما كنت تفكر يا كابتن..أجابها قائلا: على ذكر كابتن فقد جاءتني رحلة مفاجئة بعد غد الى فرنسا قطعت اجازتي وانا كانت عندي أمرجد ملح يجب أن أبث فيه كما اني مدعو الى مناسبة عائلية غدا لذلك فذهني مشتت...قالت له مازحة : دع امرك الملح الى حين عودتك بالسلامة انت فقط تحاول ان تشتت انتباهي حتى لاأطلب منك احضار عطر فرنسي معك ...
رد ضاحكا : سأحضر لك محل العطور ان شئت ...
غالي والطلب رخيص.....

************************

سرحت منال في افكارها وهي تغادر الصيدلية وأخذت تفكر في مآل حياتها ...صحيح انها وجدت العريس الكسيب الذي يستطيع أن يوفر لها حياة افضل وهذا ماكان يفرحها في بادئ الامر لكن أحمد لم يغادر تفكيرها بحنانه وروحه المرحة ....ثم مطت شفتيها وهي تتذكر الاسطى حسين ولباسه البيئة الذي لايمت للموضة بصلة وكلامه اللاذع ولهجته السوقية...ثم فكرت: ماذا كنا سناكل انا وسي أحمد الفاشل...نكث..

برز لها حسين واقفا حيث كان موعدهما معا وهو يلبس سروالا من القماش بلون أخضر وحذاءا رياضيا فتمتمت في نفسها : يخرب بيت ذوقك اذا كنت ستلبس حذاء ابو تريكة على الاقل البس معه جينز..

رأها حسين فبادرها قائلا: تأخرت ليه يا مفتاح قلبي يادريكسيون حياتي....ضايقها كلامه المبتذل فقالت دون أن تجيب على سؤاله: أرجوا ان نجد المحلات مازالت مفتوحة فعندنا الكثير لنجهزه....

************************

ساد صمت رهيب على مكتب الاستاذ ياسر فمنذ ان قرر التراجع وعدم المضي قدما في علاقته بسلمى أصبح الوضع بينهما محرجا ولايطاق ...فكل منهما يدفن رأسه في ملفاته كي يتحاشى حتى النظر في وجه الاخر ...كما أن ياسر كان باله مشغولا بأمه فقد أخذت اهتمامه هو واخوانه بعد المضاعفات التي المت بها ...دخل عم حنفي قائلا:صباح الخير ورق من الادارة ...مد ياسر يده واخذ الملف مغمغما من الادارة!! فبادرته سلمى قائلة: أريد أن أخبرك شيئا يا استاذ ياسر ...أنا لم أعد أستطيع العمل هنا لذا قدمت طلبا مباشرا الى الادارة بنقلي الى أي مكتب او فرع أخر ...فكر برهة ثم مد لها الملف قائلا: حسنا افعلي ما يريحك ...أتمنى لك التوفيق...لكنها لم تجبه فقد تسمرت عيناها ولم تستطع فتح فمها ووجهها ممتقع بشدة وهي تقرأ أمر نقلها لقسم الحسابات وقد ذيل بعبارة جانبية تقول: على الموظفة المذكورة أعلاه الالتحاق فورا بقسم الحسابات في المركز الرئيسي ...التوقيع... ميار فهمي ...رئيسة قسم الحسابات....
وخيل لها انه تسمع في اذنيها ضحكة ساخرة مدوية...
ضحكة ميار..

***********************

انه يوم عظيم..الانسة هدى تزورنا مرتني في يوم واحد ...صاح أكرم وهو يرحب بهدى التي دخلت الورشة قائلة :hi لقد طلب مني أبي أن اخذ له دفتر الحسابات في اخر اليوم حتى يعرف المستجدات...قال أكرم حسنا أنستي ...قاطعه صوت قادم من المدخل: يأهل الله يا اللي هنا... أليس هناك من يجيبني نسيت أن أحضر معي كلاكس ...التفت اكرم الى أحمد قائلا : شوف الزبون ماذا يريد بينما احضر السجل ودخل الى الداخل لكن أحمد لم يتحرك فقد وقف مصدوما وهو يرى منال رفقة شخص ممسك بيدها ...أحس بحنق شديد لكنه لم يجد بدا من التقدم بخطوات مثثاقلة فقال له الزبون :خطيبتي تريد صنع بعض قطع الموبيليا عندكم ...
هذا اذن هو الاسطى حسين ...وقف أحمد صامتا فأضاف حسين : هل تحتاج وقودا لتجيبني...
وهنا حدث أخر ماكان أحمد يتوقعه.....
تقدمت هدى وتأبطت ذراعه قائلة لهما: مرحبا بكما نحن في الخدمة...ألن ترحب بالزبناء يا ميدو...التفت اليها مذهولا فقالت له بدلال : انا بالداخل i ll wait for you ...ثم التفتت اليهم قائلة : ميدو سيعتني بكما فهو أحسن أسطى عندنا في الورشة...كل هذا وأحمد لم يستطع أن يفهم سبب هذا الاسلوب الذي انتهجته هدى...

وهنا سحبت منال يدها من يد حسين ودارت على عقبيها مغادرة الورشة دون مقدمات فالتفت اليها حسين مناديا : منال ماذا هناك ألم تعجبك الورشة ...ثم استدار الى احمد قائلا قبل أن يغادر خلفها : الستات زي العربيات تصلح عطل يطلع لك غيره...

ظل أحمد مدهوشا حتى أنه لم يسمع الدعابة ثم التفت ليجد هدى واقفة بالباب الداخلي وعلى وجهها ابتسامة ظفر واسعة وقالت له : you are welcom ...أرأيت الانطباع اللذي كان على وجهها ...أراهن انها تعض أصابعها الان ...ورأت التساؤل يطل من عينيه فمدت يدها في جيببها وأخرجت قطعا من صورة مقطعة وناولته اياها قائلة : أنت تصلح لتمارس كرة اليد ....
لكن أنا أحب ال puzzles ....

****************

عادت ميار لمكتبها والف فكرة في رأسها ...
أخيرا سأنال من الضفدعة سلمى..والله لالقننها درسا لن تنساه...
يبدوا أن طارق قد وقع في الشباك ...اهتمامه وكلماته يوحيان بأمر ما...
ماذا سألبس في حفل الخطوبة غدا ...
ماذا يقصد الاستاذ عبد العظيم بكلامه...
جلست على مكتبها ووضعت الاوراق التي كانت بيدها أمامها وهي تفكر ...لكن أثارت ورقة ضمن الاوراق اهتمامها كانت ورقة بيضاء مطوية ولم تكن من النوع المكتبي... عقدت حاجبيها وهي تتذكر ارتطامها بطارق فغمغمت : هل لازلنا في زمن الرسائل يا سي طارق ....وفتحت الورقة وهي تبتسم ...لكن سرعان ماعلت ملامح الجد وجهها وهي تقرأ محتوى الورقة التي لم تكن رسالة وانما ورقة كتب على أول سطر فيها "عبد العظيم سيف الدين" ثم معلومات تضم عنوانا وتفيد أنه يتردد عليه رفقة سيدة ما...ثم تذكرت لحظة الاصطدام من جديد وعقدت ساعديها امام صدرها وهي تنظر الى الورقة باهتمام شديد ....
يبدو ان وراءك قصة شائكة...

********************

ما ان دخلت ميار الى المنزل حتى أمسكتها دعاء من يديها وجرتها الى الغرفة قائلة:كنت في انتظار وصولك لآخذ رأيك في الفستان الذي سأرتديه غدا...سحبت ميار يدها من يد اختها برفق وقالت ضاحكة: سوف نعقد ندوة تجميل وموضة هذه الليلة لكن الان لدي مشوار أريد أن أذهب اليه ...لقد جئت فقط لتغيير ملابسي ...

دخلت الغرفة وغيرت ملابسها بسرعة قبل أن تخرج وتستقل سيارة اجرة...أعطت السائق العنوان المكتوب في الورقة وظلت طوال الطريق وهي تفكر...الى أي أنا ذاهبة...ماالذي سأستفيده...لكن الفضول سيقتلني يجب أن أعرف سر هذه المعلومات....

نزلت قرب العنوان المذكور وظلت تحوم حول العمارة لمدة نصف ساعة حتى تعبت وكادت أن تغادر ...لكن في تلك اللحظة بدا لها الاستاذ عبد العظيم خارجا من باب العمارة ممسكا بيد طفل صغير ومعه سيدة ممسكة بيد طفل أخر.... تحركت ميار بخفة لتداري نفسها خلف احدى الشجيرات وتراقب الامر عن كثب وكانت المفاجئة...
السيدة التي كانت برفقته هي أخر سيدة يمكن ان تتوقعها ميار...
كانت هند....



الحلقة القادمة بقلم
سالي حاجات جوايا

شعبي الحبيب المهاود

كنت سبق وحدثثكم عن الليالي المصرية واليوم يا شعبي الحبيب المهاود حان دوري لتولي الرئاسة وستنشر الحلقات ابتداء من اليوم هنا على مدونتي وسأترك الفنان محمد صبحي يعلن عن دستور الليالي ابتداء من اليوم فصاعدا



وانا أجدد الوعد مرة اخرى ووعد الحر دين عليه مدة الرئاسة 20 سنة ومن الان أعدكم اني لن أجدد فأطمئنوا الديموقراطية وتداول السلطة في أمان .

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

دروس الحياة


الحياة لاتتوقف ابدا عن ادهاشنا ومفاجئتنا بأحداث ووقائع لا تخطر ابدا على بالنا ولا نتوقعها حتى في خيالنا.

في حياة كل منا اشخاص مقربون نحبهم ونعزهم ونشاركهم افراحنا واحزاننا أحيانا يكونون اقرب لنا من اهلنا لاننا نشارك معهم ما لايعلمه أحيانا حتى أهلنا عنا لكن لان الحياة مدهشة دوما فأنت تستغرب جدا عندما تطعن من أحد منهم وتحاول جاهدا أن تجد تفسيرا لما فعله او ان تسوق له مبررات لكن جهدك يضيع هباء لان تصرفه غير مبرر وغير مسؤول نهائيا.

عندما يحدث هذا حزنك يكون اكثر على العلاقة التي هدمت وعلى الثقة التي فقدت والتي تطلب بناءها سنين من العشرة اكثر من حزنك على ما تعرضت له من غدر أو خيانة ثقة.

في النهاية قطار حياتنا يستمر في المسير مادمنا أحياء وينزل في محطاته المختلفة كل من أساء وكل من غدر أو خان ورغم الالم والحسرة على من خسرناه بارادته واختياره وتصرفاته فان هذا يكون أفضل من أن نبقى مخدوعين فيه ولان الحقيقة لها دائما ثمن فلنعتبر ألمنا هو ثمن هذه الحقيقة التي اكتشفناها.

الجمعة، 18 يونيو 2010

استراحة محارب


نحن صراحة نعيش في عالم ضاغط سواء على المستوى العام او الخاص الكل سواء فعلى المستوى العام لم يعد الانسان يسمع ما يسره الا لماما نشرات الاخبار أصبحت وصلة تعذيب يومي أتذكر ان قريبتي رحمها الله كانت دوما تقول عند بداية الاخبار "أوف غيروا المحطة لقد بدأ قتيلا جريحا" حيث هي وجدت اسما جديدا للنشرة من وقع ما تسمعه فيه كل يوم فأسمتها قتيلا جريحا وعلى المستوى الخاص ايضا نحن نعيش بين ضغوط الحياة والعمل في ركض متواصل دون توقف في تيار اقوى منا يسيرنا كيف يشاء.

من كل ما سبق أجد انه يجب على كل منا من حين الى حين ان يقوم بوقفة مع النفس وان يقرر أخذ استراحة محارب من كل من وما حوله ليستعيد نشاطه من جديد والا تصبح الحياة مجرد وصلة عذاب مستمرة.

عن نفسي انا قررت اليوم الجمعة بعد نهاية الدوام سأقفل تلفوني وسأمتنع عن فتح الحاسوب او الدخول الى النت وسأمتنع ايضا عن مشاهدة التلفاز بكل برامجه دون استتناء لمدة يومين اي السبت والاحد موعد عطلتي الاسبوعية أريد أن ارتاح أريد ان احصل على مايسميه المعلوماتيون FORMATAGE وهي كلمة فرنسية لاأعرف صراحة مقابلها بالانجليزية.

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه واراكم على خير يوم الاتنين ان شاء الله.

الأربعاء، 16 يونيو 2010

الفوفوزيلا


هل جربت مرة ان تجلس في مكان مغلق مع ذباب طنان او هل حكمت عليك الظروف يوما ان تجلس بقرب خلية نحل ذاك هو بالظبط الاحساس الذي سينتابك وانت تتابع مباريات كأس العالم المقامة حاليا بجنوب افريقيا على شاشة التلفازوكل هذا بسبب هذه الالة العجيبة المسماة الفوفوزيلا.

الفوفوزيلا بحسب موسوعة الويكيبيديا هي عبارة عن آلة نفخ تشبه البوق في مظهرها العام ويبلغ طولها حوالي المتر وتصنع إما من الصفائح المعدنية أو من اللدائن تصدر عند النفخ بها صوتاً يشبه صوت الفيلة وقد تصل شدة الصوت الصادر عنها إلى 127 ديسيبل علما ان صوت صافرة الحكم هو حوالي 120 ديسييل.

صراحة مجرد استحضار صوتها الان وانا أكتب هذه التدوينة اصابني بالصداع كان الله في عون اللاعبيين كيف يتمكنون من التركيز في ظل هذا الضجيج المتواصل لدرجة ان الحكم في مباراة هولندا والدانمارك لم يعطي الانذار التاني لفان بيرسي لاعب هولندا لانه اقتنع بحجته في انه لم يسمع صافرته بسبب الضجيج.

صراحة احترم ان هذه ثقافة شعبية افريقية اصيلة لكن فكرة ان يجتمع 90 الف شخص في مكان واحد ينفخون في هذه الالة يجعل الامر بحق جحيما لايطاق .

لاأعرف ان كنت وحدي او ان غيري يشترك معي في هذا الاحساس لكن الفوفوزيلا أفسدت الفرجة والمتعة في مونديال جنوب افريقيا.

الاثنين، 14 يونيو 2010

هذه أنا


تلقيت دعوات كريمة للاجابة على تاج وأصدقكم القول انني ترددت كثيرا قبل الاجابة وحتى عندما قررت ذلك حاولت مرات ومرات دون أن أنجح في كتابة شئ ربما لآنني لااجيد الحديث عن نفسي او ربما لان السؤال صعب ودقيق او ربما أنا أعرف الاجابة لكن لاأريد الكشف عنها وربما بعض من هذا وذاك لكن في النهاية لم استطع تجاهل الامر خصوصا بعد توالي مرات تلقيه فاحتراما مني وتقديرا لمن فكروا في اهدائي اياه سأحاول الاجابة عنه قدر ما أستطيع

السؤال الاول: اذكر اسم من طلب منك حل هذا الواجب.

تلقيت الدعوة الكريمة من كل من جنة - رحاب صالح - البنفسج الحزين - الفردوس الضائع - عزيز الاسماء حسب ترتيب وصول التيجان

السؤال التاني: اذكر القوانين المتعـلقة بهذا الواجب

واضح انها ذكر من اهداني التاج ووضع رابط مدونته وانا بدوري مفترض ان أهديه لستة أخرين وأعلمهم بتعاليق في مدوناتهم

السؤال الثالث: تحدث عن ستة أسرار قد لا يكتشفها من يقابلك للمرة الأولى

1 أنا عادة اعطي انطباع أنني مغرورة وغير اجتماعية في حين الحقيقة غير ذلك الحقيقة هي أنني أستحي كثيرا ولاأستطيع الاندماج في مجموعة بسهولة يلزمني وقت لآتعود عليهم بحيث أسمع دائما هذه العبارة ممن أعاشرهم " لم نتوقع ابدا انك هكذا"

2 عندي وسواس نظافة لاأحب ان اكل من ملعقة أكل بها غيري او أن أشرب من كأس شرب منها أو أن أكل بقايا أكل او ان اكل أي شئ لست متأكدة من مصدره من يعرفونني جيدا تعودوا مني على ذلك

3 عندما اقرأ جريدة أحب ان تظل الصفحات مجتمعة في يدي لاأحب عندما يطلب مني أحد أن أعطيه بعض الصفحات حتى ولو كنت انهيت قرائتها. بعد الانتهاء من قراءة الجريدة بالكامل يمكنني اعطائها كلها عن طيب خاطر لكن اثناء القراءة يزعجني الامر كثيرا

4 جهاز التحكم في التلفاز أحب أن يكون في حوزتي حتى ولو طلب مني ألا أغير المحطة لآن غيري يتفرج لن أغير لكن أحس بالراحة عندما يكون في يدي.

5 انا متابعة جيدة للكرة وللفرق العالمية والمنتخبات أعرف اسماء النجوم وفرقهم والانتقالات واتابع الدوريات الاوروبية واتابع فريق الاهلي المصري سواء في الدوري او في مشاركاته الافريقية رغم ان مظهري لايوحي أبدا انني رياضية او سيكون لدي اهتمام بالكرة أساسا

6 ثؤثر فيا كثيرا دموع الرجل لانني أعرف انها لم ترى النور الا لانه تعرض لما هو فعلا فوق الطاقة ويتجاوز القدرة على الاحتمال

السؤال الرابع: حّول هذا الواجب إلى ستة مدونين، واذكر أسماءهم مع روابط مدوناتهم في موضوعك

بالنسبة لمسألة التحويل أنا سأعتذر عن ذلك لان الموضوع صراحة صعب وأنا جربت ذلك وأعرف عما أتحدث لذا التاج موجود والدعوة عامة لكل من أراد أن يجيب عليه دون أحدد اشخاصا بعينهم

السؤال الخامس: اترك تعليقًا في مدونة من حّولت الواجب عليهم؛ ليعلموا عن هذا الواجب

جاوبت عليه ضمنيا في رابعا

ختاما لقد اكتشفت ان الكتابة عن أنفسنا هي أصعب انواع الكتابة خصوصا لو كنت ستتحرى الصدق فيما تكتبه.

السبت، 12 يونيو 2010

دعوة للنقاش

تناولت المدونات المصرية في الايام الاخيرة حادثثين الاولى هي حادثة الشاب المنتحر عمرو والتانية هي حادثة خالد سعيد الذي قتل ضربا على يد مخبري شرطة.

بداية بالنسبة للحادثة الاولى لانملك الا ان نطلب لصاحبها الرحمة والمغفرة والله المطلع على حاله وعلى أسبابه وظروفه ودوافعه ربه أعلم به وهو أقدر على العفو والمغفرة فهو الرحمان الرحيم.

بالنسبة للحادثة التانية التي يمكن الاطلاع على تفاصيلها هنا لانملك امامها الا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم وكل متجبر ويقينا الله يمهل ولايهمل.

ما لفت انتباهي في تناول الحادثثين بين المدونات ودفعني للتفكير في كتابة هذا الموضوع وطرحه للنقاش هو فكرة طرح صور الضحايا في الحالتين وهي الصور التي كانت صادمة بكل تأكيد.

ما حيرني انه من جهة انا مؤمنة ومقتنعة لابعد حد بأن الميت له حرمة لايجوز انتهاكها ونشر صورته فيه انتهاك لهذه الحرمة ايضا تفكيري في أهل الميت يجعلني أتساءل اذا كان تأثير الصورة علي أنا التي لاصلة قرابة تجمعني بالميت قد بلغ حد أنني لم استطع ان انتزع الصورة من خيالي واراها امامي كلما أغمضت عيني فكيف سيكون حال أهله وأقاربه ومعارفه ايضا انا أخاف من أن تعودنا على منظر الجثث سيجعل مشاعرنا تتبلد ويصبح الامر بالنسبة لنا عاديا قد يصبح لايلفت حتى الانتباه..

لكن من جهة أخرى لايمكنني ابدا أن أنكر أهمية النشر سواء في الحالة الاولى لاعطاء المثال وتحقيق نوع من الردع النفسي لكل من يفكر في الاقدام على نفس الخطوة وفي الحالة التانية لايمكننا ايضا انكار أهمية النشر للاخبار ولتحسيس الناس بخطورة ما يحصل ولخلق نوع من الصدمة علها تجعلهم يفيقون ولعلهم يمارسون ضغطا شعبيا لضمان تحقيق العدالة وان يأخذ المذنبون جزاءهم ولايفلتوا من العقاب.

صراحة انا محتارة بين الرأيين وان كنت أميل بشكل أكبر للرأي الاول ويمكن ايجاد بدائل تمكن من احداث الردع وتحقيق الاخبار وتحسيس الناس والوصول للهدف بتحقيق ضغط شعبي لتحقيق العدالة دون المساس بحرمة الميت .

هذا رأيي وهو مطروح للنقاش ويهمني معرفة أرائكم
.

بعض من تخاريفي

عندما تتابع مسلسلا وتصل بالمشاهدة الى الحلقة الاخيرة تجد كل المشاكل تحل وكل العقبات تزول وكل المصاعب تنتهي وكل الحقائق تتوضح وتصبح الحياة ولا أروع.

لاأعرف لماذا عندما أشاهد الحلقة الاخيرة من أي عمل درامي ينتابني شعور غريب وتتملكني رغبة مجنونة في رؤية حلقة حياتي الاخيرة الان هذا لايعني انني اتمنى الموت أو أستعجله معاذ الله بل بالعكس أحب الحياة ومتمسكة بها لكن عندي رغبة في مشاهدة حلقتها الاخيرة الان والعودة لعيش الحاضر كما هو.

أعرف انها رغبة مجنونة ولاسبيل لتحقيقها الا بعيش الحياة بكل حلقاتها حلقة بحلقة الى أن تصل الحلقة الاخيرة متى ما شاء الله ذلك لكن صراحة لاأستطيع ان أنكر أن هذا هاجس ينتابني من حين الى حين اقاومه بتذكرالمقولة التي تقول " لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع".

الخميس، 10 يونيو 2010

ليالي مصرية


سبق ودعوتكم هنا الى المشاركة في فكرة الليالي التي اقترحها الدكتور اسلام وتبناها في مدونته "حنعيش يعني حنعيش" والتي هي عبارة عن قصة متسلسلة نحن من يخلق شخوصها وأحداثها كل بدوره ثم يسلم لمن بعده الفكرة الان وصلت في تطبيقها الى الحلقة العاشرة وشخوصها توضحت وأحداثها تشكلت ولازالت تعد بالمزيد.

الجديد الان هو مااقترحه الدكتور اسلام أمس اي فكرة التداول بمعنى الدكتور اسلام استضاف في مدونته عشر حلقات بعدها سلم الراية لندى الياسمين تنشر ايضا في مدونتها عشر حلقات وهكذا دواليك هذه المرة الخليفة جاء بالتعيين فيما بعد سيكون على المشتركين انتخابه .

فكرة التداول بين المدونات ستضمن لنا أن تتسع دائرة القراء وأن يتعرف الكثيرون على الفكرة ولم لا يشاركون فيها فهذا أصلا هو الهدف الرئيس لأن هذا سيشكل بكل تأكيد اغناء للفكرة واثراء لها.

بجانب التداول بين المدونات سيتم انشاء مدونة خاصة بالليالي يتم فيها دوريا أرشفة الحلقات بعد انتهاء فترة الاستضافة في أية مدونة وقبل الانتقال للمدونة الجديدة ليكون هناك رابط واحد يمكن الرجوع اليه للاطلاع على مجموع الحلقات دون حاجة للدوران بين كل المدونات.

كما قلت لكم من قبل أعود وأقول الفكرة جميلة وتستحق الدعم ودعمكم سيتجسد من خلال مشاركتكم وتفاعلكم الايجابي فلا تبخلوا به.

الأحد، 6 يونيو 2010

جنوب افريقيا 2010


أيام فقط وينطلق العرس الكروي في جنوب افريقيا ويوم 13 يونيو ستكون أولى مباريات المنتخب الجزائري في هذه البطولة لذا نداء الى المصريين والجزائريين بالله عليكم حافظوا على روح اسطول الحرية ودعونا من التفاهات وأيا كانت نتائج المنتخب الجزائري التي أتمناها من كل قلبي طيبة لكن حتى لو حدث العكس وهذا وارد فكرة القدم لعبة فيها دائما غالب ومغلوب رجاء للجميع من شاء أن يشجع بكل روح رياضية فليفعل ومن لم يشأ فليصمت وليحتفظ برأيه لنفسه.

رجاء للشعبين لاتشمتوا بنا أعداء امتنا وتذكروا انه عار علينا أن نسهم ولو بكلمة في التفريق بين شعوب أمتنا وتذكروا أن غيرنا ممن لاتجمعنا به لارابطة دين ولا تاريخ ولا لغة ضحى بدمه في سبيل قضايانا وفي سبيل ما نحن أولى بالتضحية من أجله فاجلالا لدمائهم حاربوا أسباب الفرقة واجتنبوها.

اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد

الجمعة، 4 يونيو 2010

أما ان أن تنصرفو?


لفت انتباهي وشدني تصريح لمراسل الجزيرة عباس ناصر الذي يذكر الجميع تغطيته وتقاريره المميزة والممتازة ابان العدوان الاسرائيل على لبنان عام 2006 عباس ناصر كان أحد ركاب اسطول الحرية بصفته الاعلامية كمراسل لقناة الجزيرة وطبعا تم اعتقاله شأنه شأن كل ركاب سفن الاسطول واقتياده الى ميناء أسدود تم الى سجن ايلا في بئر سبع تم الى المطار بعد أن أصر لبنان الذي يعتبر عباس من ابناءه أن يستلمهم عبر حدوده اي في منطقة الناقورة الحدودية وليس عبر الاردن وهو ما استجابت له اسرائيل. ما لفتني هو تصريح له على النقطة الحدودية الناقورة لكاميرا الجزيرة يقول فيه ما معناه لانني لاأذكر الكلام حرفيا " سأتحدث بصفتي الاعلامية والانسانية عن ما تعرضت له من تنكيل وترهيب نفسي بل ومن ضرب على ايدي جنود الاحتلال بحيث احتجزوني في المطار وجعلوني أرى الجميع يغادر وأخبروني أني انا سأبقى معتقلا ولن أغادر وكانوا يتجمعون حولي ويحشرونني في الزاوية امعانا في ترهيبي وأذلالي يقول ما حز في نفسي هو ان المحيطين بي واللذين كانوا يعتقلونني كانوا اما ذوي بشرة سمراء قادمين من اثيوبيا أو ذوي بشرة بيضاء وعيون زرقاء قادمين من اوروبا لاأحد كان ينتمي لهذه الارض بينما أبناء هذه الارض فعلا كانو معتقلين معي ويحملون جوازات سفر أجنبية قال هذا ما حز أكثر في نفسي أكثر من كل تصرفاتهم"


وانا اسمعه كنت أستحضر قصيدة تميم البرغوتي التي وصف فيها نفس ألأمر حين قال:

في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته

يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ

في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا

يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها

في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ..

رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،

قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى

وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً

تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً

مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ

في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ

في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ

في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!

وحضرتني أيضا قصيدة الرائع محمود درويش حيث يقول:

أيها المارون في الكلمات العابرة

أحملوا أسمائكم وأنصرفوا

وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة

و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا

أنكم لن تعرفوا

كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء

أيها المارون بين الكلمات العابرة

منكم السيف , ومنا دمنا

منكم الفولاذ والنار , ومنا لحمنا

منكم دبابة اخرى , ومنا حجر

منكم قنبلة الغاز , ومنا المطر

وعلينا ما عليكم من سماء وهواء

فخذوا حصتكم من دمنا وأنصرفوا

وأدخلوا حفل عشاء راقص..وأنصرفوا

وعلينا ،نحن، أن نحرس ورد الشهداء

و علينا ،نحن، أن نحيا كما نحن نشاء

أيها المارون بين الكلمات العابرة

كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن

لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة

خلنا في أرضنا ما نعمل

و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا

و لنا ما ليس يرضيكم هنا

حجر.. او خجل

فخذوا الماضي،اذا شئتم الى سوق التحف

و أعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم

على صحن خزف

لناما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا فى أرضنا ما نعمل

أيها المارون بين الكلمات العابره

كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وأنصرفوا

وأعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس

او الى توقيت موسيقى مسدس

فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فأنصرفوا

ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف

وطنا يصلح للنسيان أو للذاكرة

أيها المارون بين الكلمات العابرة

آن أن تنصرفوا

وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا

آن أن تنصرفوا

ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا

فلنا في ارضنا مانعمل

ولنا الماضي هنا

ولنا صوت الحياة الاول

ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل

ولنا الدنيا هنا...و الاخرة

فاخرجوا من ارضنا

من برنا ..من بحرنا

من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا

من كل شيء،واخرجوا

من ذكريات الذاكرة

أيها المارون بين الكلمات العابرة


وأخيرا أقول لعباس ناصر ولكل نشطاء أسطول الحرية شكرا لكم لانكم عريتم تخاذلنا و شكرا لكم لانكم أظهرتم للعالم كله وحشية أسرائيل وشكرا لكم لانكم أيقضتمونا من سبات عميق وكشفتم لكل واحد منا حقيقته أمام نفسه طوبى لكم وهنيئا لمن أستشهدوا منكم فما نالوه هو شرف لايناله الا من يستحقونه.

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

شهادات لكل ضمير حي + تحديث

هناك دعوة للتوقيع على عريضة عند نوارة نجم على مدونة جبهة التهييس الشعبية وهذه العريضة هي موجهة للحكومات والمنظمات الدولية وتدعو إلى إجراء تحقيق فوري ودولي في الاعتداء اسطول الحرية والى المساءلة الكاملة للمسؤولين عن الاعتداء وتدعو ايضا الى رفع الحصارعن غزة
هذه العريضة ستصل الى الامم المتحدة ومنظموها يسعون الى جمع 300.000,00 توقيع والى حدود لحظة توقيعي كان العدد هو 244.245,00 توقيع فبادروا الى المشاركة ووضع توقيعكم فليس عدلا أن تبقى اسرائيل خارج المساءلة وليس عدلا ان تضيع دماء الشهداء هدرا والله الموفق