حسب التقويم الهجري ستحل ببلدي المغرب ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم السبت القادم الموافق ل 27 فبرايرهنا المولد النبوي هو عيد ديني نحصل فيه عادة على يومين عطلة لكن لانه هذه السنة يصادف السبت و الاحد وهما أصلا لاعمل فيهما لانهما يشكلان عطلة نهاية الاسبوع فعليه العوض ومنه العوض في اليومين اجازة .
عندما أردت التأصيل للاحتفال بذكرى المولد النبوي اصطدمت بالاراء العديدة الرافضة للاحتفال والمعتبرة له بدعة ليست من الدين في شئ حتى من علماء المذهب المالكي الذي نتبعه هنا في المغرب بينما البعض الاخر يعتبر هذا بدعة محمودة ويستشهد بقول سيدنا عمر بن الخطاب عن صلاة التراويح "نعم البدعة حسنت" لذا ومن هذا المنطلق فاني سأجنب نفسي الحديث في هذه النقطة وأترك الامر لأهله فمن قال لاأعرف فقد أفتى.
نعود اذن الى المغرب والى ماهو قائم بالفعل فالاحتفال بهذه الذكرى راسخ ومتجذر في التقافة المغربية منذ القدم والاحتفال يشمل المستويين الرسمي والشعبي معا .
فعلى المستوى الرسمي يترأس الملك حفلا دينيا بالمناسبة تتلى فيه الامداح النبوية و قصيدتي البردة والهمزية للامام البوصيري احياءا للمناسبة.

على المستوى الشعبي تتنوع مظاهر الاحتفال بين ما تشهده مختلف المساجد والزوايا في مختلف ربوع المملكة ويتضمن قراءة القرأن وتلاوة الاذكار وقراءة الامداح النبوية وسرد السيرة النبوية والاحتفالات التي تشهدها البيوت على نطاق أضيق
من بين كل مدن المغرب تتميز مدينة سلا بطريقتها الخاصة في الاحتفال والمتمتلة في موكب الشموع الذي يطوف المدينة وهو مكون من رجال بملابس تقليدية يحملون على اكتافهم هياكل خشبية مزينة بالشموع تعد خصيصا للمناسبة في أشكال هندسية بديعة ترافقهم فرق موسيقية تقليدية على وقع الطبول ويختتم الموكب بحفل للذكر والمديح وتلاوة القرأن في جو روحاني خاص يعبق برائحة البخور.


بغض النظر عن شرعية الاحتفال من عدمه فالقاسم المشترك بين الداعين والرافضين له هو حب النبي صلى الله عليه وسلم هاته المحبة التي ليست محل خلاف فالرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه هو المبعوث الالهي برسالة السماء الذي تحمل في سبيل الدعوة الى الله الكثير من المشاق والصعاب لنكون مسلمين فجازاه الله عنا خير الجزاء.
أدعوا الله صادقة أن نكون من زمرة من قصدهم صلوات الله عليه وسلامه عندما قال:" اشتقت لأخواني" قالوا: "أوولسنا إخوانك يا رسول الله " قال: "لا انتم أصحابي أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني".
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.