مابعد كثرمايا

أمس وأنا أتفرج على الأخبار على الفضائية اللبنانية شد انتباهي تقرير عنوانه " القبض على مشتبه بهما في جريمة كثرمايا ومظاهرات تعم القرية للمطالبة باطلاق سراحهما" وفي التقرير شاهدت ابناء القرية شبابا وشيبا نساء ورجالا وأطفالا في شوارع القرية بحيث قطعوا الطريق العام وأكدوا انهم سيبقون معتصمين الى أن يطلق سراح الشابين المعتقلين, احدى النسوة المستجوبات قالت اذا ارادوا القبض على أحد فليقبضوا علينا جميعا كلنا قتلناه وصرخت حتى النساء قتلنه فليقبضوا على النساء أيضا".

وأنا أشاهد التقرير تساءلت لو كنت مسؤولا لبنانيا ترى ماذا كنت سأفعل وماذا كنت سأختار هل سأطبق القانون وأعتقل الجناة طالما الجريمة مصورة ومن السهل التعرف عليهم أم سأخذ بعين الاعتبار أني أحكم بلد هش سريع الاشتعال يعتبر استعمال السلاح من أقرب الامور لديه و أسهلها والتقسيمات الطائفية فيه لها أعتبار ووزن كبير هل سأضرب بيد من حديد وأعاقب لآعطي المثال ويفهم الاخرون الدرس بحيث لا يتكرر هذا الامر مرة أخرى أم سأؤثر السلام والامن الداخلي والاستقرار لبلدي مطبقا التخريج الذي كانت العرب قديما تقوله عندما يضيع الثأر أو يكون من الصعب أخذه بالقول " ان دمه تفرق بين القبائل" باعتبار استحالة اعتقال قرية بالكامل.

صراحة اكتشفت ان الاختيار صعب والمفاضلة بين الآمرين أصعب.

ألآن وبما أصبح عليه الوضع ميدانيا أعتقد ان المقاربة يجب ان تكون سياسية أكثر منها أمنية لذا لننتظر ونرى عن ماذا ستسفر الآمور.