على بساط الريح

خواطر شابة
طيب ما تعرفينا على مدينتك يا جميلة
واديكي ادتينا درس لغة مغربي
وباقي لنا في ذمتك درس عن مدينة مغربية حلوة :)

هذا كان رد الدكتورة ستيتة على تعليقي عندها على تدوينة عالاصل دور التي تكلمت فيها عن مدينة بورسعيد هذا الرد جعل الفكرة تنير في عقلي. وقلت ولم لا , فعلا ستكون مناسبة للتعريف بمدينتي بناسها بشوارعها بتقاليدها بأكلاتها بفنونها ومن هنا جاءت فكرة هذه التدوينة فهيا اركبوا معي بساط الريح لنقوم بجولة فيها.

جرت العادة في بلادي أن نستقبل الضيف بالتمر والحليب للتعبير عن فرحتنا بزيارته فتفضلوا هنيئا مريئا.


اسم مدينتي اكادير وتنطق AGADIR وهي كلمة أمازيغية معناها الحصن المنيع تعتبر تاني مدينة سياحية في المغرب بعد مدينة مراكش يمكن تصنيفها على أنها مدينة حديثة ففي 29 فبراير عام 1960 دمر زلزال كبير المدينة بشكل كامل وهدم جزءا كبيرا من ثراثها التاريخي وخلف خسائر كبيرة في الارواح وفي البنيان وقد سجل التاريخ كلمات الملك الراحل محمد الخامس عندما رأى حجم الدمار الذي خلفه الزلزال حيث قال " لئن حكمت الاقدار بخراب أكادير فان بناءها موكول الى ارادتنا وعزيمتنا" وهكذا كان فعلا فقد تم اعادة اعمار أكادير بسرعة وبطريقة عصرية جعلتها قبلة للزوار من كل حدب وصوب وجعلتها وجهة سياحية لايستهان بها في المغرب.


مدينة اكادير تدين بجاذبيتها السياحية لشواطئها الممتدة الصافية ذات الرمال الذهبية وأيضا لجوها المعتدل والمشمس طوال السنة حتى أن وكالات الاسفار تعد زبنائها ب 300 يوم مشمس في السنة.



الزائر لمدينة اكاديرلابد ان يزور معلمتها التاريخية المسماة قصبة أكادير اوفلا ومعناها بالامازيغية اكادير العليا لانها توجد على علو 236 متر عن سطح البحروهي ما تبقى من أكادير القديمة قبل الزلزال وبقيت صامدة بعده وبما أنها توجد في قمة الجبل فانك من على القمة تستطيع أن ترى اكادير الجديدة كاملة امامك بصراحة وبصدق المنظر رائع جدا وجماليته تختلف حسب وقت الرؤية هل نهارا أو ليلا فلكل وقت رونقه الخاص وروعته.



ميناء اكاديرأيضا يشكل عامل جذب خصوصا المنظر وقت عودة قوارب الصيد وتفريغ حمولتها من خيرات البحر كما توجد ملحقة بالميناء محلات متخصصة في طهي السمك الطازج حيث تقدم عروض متنوعة تجعلك تحتار في الاختياروكل هذا بأسعار تنافسية.



لايمكن للزائر أن يغادر المدينة دون أن يزور حديقة الطيور التي تعتبر مزار سياحيا تضم بين جنباتها أنواع نادرة من الطيور من كل بقاع العالم مع شرح تفصيلي لأصل كل نوع والمعلومات الكاملة عنه كما يمكنك ايضا ان تقوم بجولة شاملة للمدينة بقطار بعجلات مصمم خصيصا لهذا الغرض محطته النهائية ملحقة بالحديقة .



هناك ايضا حديقة أخرى لاتقل جمالا وتستحق الزيارة اسمها حديقة OLHAO أو الحديقة البرتغالية انشئت في اطار اتفاقية للتوأمة بين مدينتي اكادير المغربية وألهاو البرتغالية هذه الحديقة الجميلة والهادئة المنشأة بطريقة مستوحاة من الثراث المحلي ملحق بها متحف مهدى الى ذاكرة أكادير فيه كل لحظات وتاريخ المدينة (الانشاء الدمار اعادة الاعمار) كل هذا مؤرخ ومعروض على شكل صور.


هناك أيضا ساحة الامل التي تعتبر أهم ساحة في أكادير عليها تقام المهرجانات المتنوعة التي تنظمها المدينة وعلى رأسها المهرجان السنوي المسمى " تيميتار" وهي تسمية أمازيغية معناها علامات.



مارينا أو الميناء السياحي تعتبر ايضا منطقة تغري بالزيارة حيث اليخوت الراسية والمقاهي والمطاعم التي تقدم أرقى الخدمات في ظل منظر ولا أٍروع يتزاوج فيه بشكل متناغم جمال البحر مع روعة البنيان والتصميم.



السوق الشعبي لاكادير والمسمى سوق الاحد الذي سمي بهذا الاسم لانه كان سوقا اسبوعيا الا انه احتفظ بنفس الاسم رغم أنه أصبح مفتوح طوال أيام الاسبوع هذا السوق معروف ليس فقط على الصعيد الوطني بل نجد حتى الاجانب يسألون عنه عند قدومهم للمدينة لانه معروف بتنوع معروضاته وكثرثها فيه كل شئ يزاوج بين التقليدي والعصري معروف ايضا ببزاراته المتخصصة في بيع الاثاث التقليدي والمشغولات الفضية والذهبية .



هكذا تكونون قد قمتم بجولة في المدينة يبقى فقط ان أدعوكم لتناول أكلات تقليدية للمنطقة فتفضلوا طبق كسكس وهي الاكلة الشعبية الاولى في المغرب بأكمله وفي أكادير بطبيعة الحال باعتباره جزءا منه بحيث تعتبر وجبة موحدة في كل بيت تقريبا لغذاء يوم الجمعة حتى أصبح هذا الطبق ذهنيا مرتبط عندنا بيوم الجمعة ومعه ايضا أقدم لكم الطاجين والاسم يرمز للاناء الطيني الذي يتم فيه الطهي أما المحتوى فيتنوع بين لحوم او دجاج او سمك حسب الرغبة.



بقي أن نشرب كأس شاي بالنعناع ونأكل بعض الحلوى فأنتم ضيوفي ولابد من اكرامكم فتفضلوا



الان الحمد لله أكلنا وشربنا بقي أن نتعرف على بعض من الفنون الشعبية للمنطقة و ثراثها الغني والمتنوع والذي يحتاج الى صفحات لجرده.

هكذا تكون الجولة قد تمت بحمد الله أتمنى أن تكون قد راقتكم وأنها شجعتكم على التفكير في زيارة المدينة فعليا والتعرف عليها على الطبيعة فهي تستحق ذلك.